center]بحلول ليلة الأحد 20 يناير 2008 بدأت كارثة انسانية في الحلول على قطاع غزة تمثلت في انقطاع التيار الكهربائي عن محطة التوليد الرئيسية في القطاع بسبب عدم وصول الوقود للمحطة جراء قرارات سلطات الاحتلال، وهو ما اثر سلبا بالتبعية على إمدادات مياه الشرب ومضخات الصرف الصحي والعمليات الخاصة في المستشفيات وخاصة لمرضى الفشل الكلوي.
وكانت إسرائيل قد قررت قبل ذلك التاريخ بأيام منع ادخال الغذاء والوقود الى القطاع في الوقت الذي يعتمد فيه أكثر من 80% من سكان القطاع على المساعدات الغذائية التي تقدمها الوكالات الدولية.
وأدى ذلك كله إلى كارثة انسانية حقيقية فلا غذاء ولا ماء ولا صرف صحي ولا كهرباء ولا وقود، وبدأت السلع الاساسية في التلاشي يوما بعد يوم.
ولم يؤثر ذلك على المواطنين البالغ عددهم مليون ونصف المليون نسمة فقط ولكن اثر بشكل أكبر على المرضى الراقدين في المستشفيات الخاوية اصلا من الادوية وادى لاتخاذ قرارات بوقف كافة العمليات الجراحية عدا الطارئة منها لعدم توفر الوقود والانقطاع الدائم والمستمر للتيار الكهربائي فضلا عن وقف استدعاء الاطباء والمرضى بالسيارات التابعة للمستشفيات بسبب عدم توفر الوقود.
وفي ذات السياق تسبب نقص هذه الاحتياجات الاساسية في اغلاق كافة مصانع القطاع والبالغ عددها 3900 مصنع بما فيها مصانع الأغذية وهو ما يعني مضاعفة معدلات الفقر والبطالة.
ونتيجة لهذة المأساة توجه آلاف من الفلسطينيين إلى معبر رفح الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية والأراضي الفلسطينية وبعد أيام من المعاناة قام الفلسطينيون بهدم جزء من السياج الفاصل والعبور إلى داخل الأراضي المصرية للحصول على احتياجاتهم من غذاء ودواء ووقود.. لكن تبقى الكارثة معلقة في الأجواء في ظل استمرار اغلاق المعابر الفلسطينية وهي المنفذ الوحيد لتزويد القطاع باحتياجاته الأساسية.